قال بروفيسور ميشيل سترفتشينسكي، مدير قسم الأبحاث في بنك إسرائيل، في خطابه في مؤتمر جامعة تل أبيب حول الحلول المطروحة لفتح شريان المواصلات في إسرائيل، إنّه في الثلاثة عقود الأخيرة يتضح تفضيل العمّال للسفر إلى أماكن عملهم في المركبات الخاصّة عوضًا عن المواصلات العامة. ففي حين أنّه في عام 1983 استخدم 34% من العمال الباصات للوصول إلى أماكن العمل، انخفضت هذه النسبة عام 2016 إلى 18%، يضاف إلى ذلك 4% من العمال الذين يستخدمون القطار للوصول إلى العمل، أي بالمجمل 22% بحسب اخر الاستطلاعات.
مقابل ذلك، خلال هذه الفترة، ارتفعت نسبة العمال الذين يستخدمون مركباتهم الخاصّة من 31% أي ما يقارب 400,000 عامل إلى 60% أي 2.3 مليون عامل.
وفي السنوات الأخيرة ارتفعت نسبة العمّال الذين لا يعملون بالقرب من أماكن سكناهم ويضطرون للسفر لأماكن بعيدة. كما ارتفعت نسبة العمّال الذين يسافرون بوتيرة يوميّة لأماكن عملهم من 34% عام 2006 إلى 53% عام 2016. وفي نفس الفترة، ارتفعت نسبة الذين قالوا وفق الاستطلاع بأنّ مدّة السفر مزعجة مقابل الذين قالوا أنّها غير مزعجة من -18 إلى -2.
وأوضح سترفتشينسكي أنّ الحل لفتح شريان المواصلات في إسرائيل الذي يقترحه قسم الأبحاث في بنك إسرائيل يتضمّن ستّة اتجاهات للعمل، قسم منها في مراحل التطبيق. وتشمل الاتجاهات الستة: مواصلة العمل على إعداد خطة عامّة للمواصلات مع زيادة كبيرة في البنى التحتية للمواصلات العامّة والملاءمة ما بين وسائل المواصلات المختلفة، إقامة سلطات مواصلات متروبوليتية مع اختصار عمليات التخطيط، تفضيل المواصلات التحت أرضيّة في المدن المتروبوليتية، تركيز التواصل مع القطاع الخاص في المناطق العامة المفتوحة من قبل جهة واحدة مع فحص تدخل القطاع التجاري منذ مرحلة التخطيط، تعزيز وسائل المواصلات العامة في البلدات ذات التدريج الاجتماعي والاقتصادي المتدني، واستكمال المشروع التجريبي لتقليص الازدحام في الطرق "نعيم ليروك" كمرحلة أوليّة لصياغة ووضع رسوم ازدحام.
إنّ غياب امكانيّة السفر بالمواصلات العامة أدّى إلى زيادة عدد العمّال الذين يسافرون للعمل بمركباتهم الخاصّة بين السنوات 1983-2016. في سنة 1983 استخدم 31% من العمال أي ما يقارب 400,000 شخص المركبات الخاصة، وفي سنة 2016 استخدم 60% أي نحو 2.3 مليون عامل مركباتهم الخاصة للوصول للعمل. هذه الزيادة تؤدي إلى ازدحام شديد على الطرق القائمة وتؤدي كذلك إلى المس في رضى العمال على ضوء زيادة مدّة السفر.
وفق توصيات قسم الأبحاث في بنك إسرائيل، من المهم توجيه النشاط الحكومي لمجالين رئيسيين، الأوّل، تحسين التخطيط، ما يشمل إقامة أحياء جديدة مع التفكير مسبقًا في وسائل المواصلات التي ستخدم السكان، وثانيا، خلق بديل ناجع من المواصلات العامة مع الملاءمة ما بين وسائل المواصلات العامة المختلفة.
وقد بيّنت المراحل الأولى من المشروع التجريبي "نعيم ليروك" أنّ التجاوب من قبل السائقين كان ايجابيًّا، لذا يمكن التفكير بفرض رسوم ازدحام على المركبات التي تسافر في الشوارع الرئيسيّة المزدحمة في أوقات الذروة. ويوصي قسم الأبحاث بإنهاء المرحلة التجريبية وفق ما هو مخطط، وفي حال المصادقة على النتائج الأوليّة، التي أشارت إلى أنّ الأشخاص مستعدين لتغيير عادات السياقة كتجاوب مع المحفزات المالية، فيمكن عندها الانتقال للمرحلة الثانية التي تنص على استخدام رسوم ازدحام في الشوارع الرئيسية المزدحمة التي تعاني من أزمات سير هائلة.