عقد بنك إسرائيل يومًا دراسيًّا حول التثقيف المالي والذي يهدف إلى تعزيز الثقافة والشمول المالي لدى الجمهور الإسرائيلي بشكل عام وفي المجتمع العربي على وجه الخصوص. وقد شارك في اليوم الدراسي جميع أصحاب الشأن المهتمين في هذا المجال، بما في ذلك: ممثلي القطاع العام والحكومة، وممثلي الهيئات التنظيميّة الماليّة، وقادة المجتمع العربي بجميع مركباته، وخبراء من القطاع الخاص ومختصّين أكاديميّين وممثلي المنظمات غير الربحية المهتمة بالموضوع.
وعرض في اليوم الدراسي معطيات محدّثة حول الثقافة المالية لدى الجمهور الإسرائيلي وبالتصنيف وفقًا لمختلف الشرائح السكانيّة. ويشار إلى أنّ هذه المعطيات هي ثمرة استطلاع رائد أجراه بنك إسرائيل مؤخرًا. بالإضافة إلى ذلك، عرضت خلال اليوم الدراسي التحديات المرتبطة بالسلوك المالي في المجتمع العربي، كما عقدت ندوة ناقشت دمج القوى بين مختلف الجهات لتعزيز الثقافة المالية في المجتمع العربي، كما عقدت ورشات وأجريت مناقشات عصف ذهني بمشاركة كافة الجهات ذات الصلة لدفع الموضوع قدمًا.
وتحدّث محافظ بنك إسرائيل، بروفيسور أمير يارون، حول الأهمية الكبيرة التي يوليها بنك إسرائيل لتعزيز الثقافة المالية كمركّب هام يساعد كافة الشرائح السكانيّة على تطوير مهارات تمكنهم من التعامل مع الفرص والمخاطر في العالم المالي المتغير والمعقد. وشدد المحافظ على أن الاستثمار في التثقيف المالي يؤثر على قدرة الشخص أو الأسرة التي تأتي من خلفية اجتماعية اقتصادية منخفضة في تحسين وضعها الاقتصادي وزيادة تكافؤ الفرص في المجتمع.
وبدورها قامت السيدة نوريت فلتر-إيتان، مديرة قسم الاتصال والاعلام والعلاقة مع الجمهور في بنك إسرائيل، الذي يقود الموضوع في البنك، بعرض النتائج المحدّثة للاستطلاع الذي أجراه بنك إسرائيل حول الثقافة المالية لدى الجمهور الإسرائيلي مقارنةً بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبالتصنيف وفقًا لمختلف الشرائح السكانيّة في المجتمع الإسرائيلي.
وأظهر الاستطلاع أن مؤشر المعرفة لدى الجمهور الإسرائيلي كان أقل من المستوى المستهدف وأقل بقليل مقارنةً بدولOECD ، ويرجع ذلك بالأساس إلى عدم فهم توزيع المخاطر وعدم إدراك تأثير التضخم على القوة الشرائيّة. وأشارت نتائج الاستطلاع إلى وجود فجوات عالية بين مختلف المجموعات السكانيّة في المجتمع الإسرائيلي في مستوى الثقافة المالية، وخاصة في المجتمع العربي الذي كان أضعف بكثير من بقيّة المجموعات السكانيّة ومن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقريبًا في جميع المؤشرات التي تم فحصها في الاستطلاع (المعرفة، السلوك، التوجّه، القوة المالية، الرفاه الاقتصادي وغيره).
وتبيّن أيضًا أن نسبة مرتفعة من الجمهور الإسرائيلي معتادة على تغطية العجز من خلال القروض، وتبرز هذه الظاهرة بشكل خاص في المجتمع العربي. بينما يبرز الجمهور الإسرائيلي بشكل إيجابي في حجم الادّخار ودفع الحسابات في موعدها مقارنةً بما هو متبع في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
نوريت فلتر-ايتان: "أنا متحمسة للغاية اليوم لإطلاق نشاط مهم على المستوى الوطني من قبل بنك إسرائيل، وجميع الشركاء المهمين في الحكومة وخارجها مجنّدون لصالح هذا النشاط. هذه هي نقطة الانطلاق للعمل المشترك. هدفنا هو جلب جميع الشركاء حول الطاولة وخلق تعاون ونشاط مركّز مصحوب بمنهجية وبيانات، وجمع كافة الموارد الممكنة حتى تتحرك السفينة بتعاضد في الاتجاه الصحيح. هذا ليس أمرًا مرغوبًا فحسب وانّما اجباريًّا".
ومن جانبها تحدثت السيدة لوسي هريش، صحفية وممثلة واعلاميّة، حول النساء والمال والمجتمع العربي، من وجهة نظر شخصية متطرقة للتحديات التي يواجهها المجتمع العربي في اكتساب الثقافة المالية.
ومن جانبه تحدّث يوآف سوفير، مستشار نائب محافظ البنك ومركز الطاقم الوزاري لصياغة خطة وطنية لتعزيز الشمول المالي، حول توصيات الطاقم، مشدّدًا على أهميّة اتاحة الخدمات المالية أيضًا للجمهور العربي.
يوآف سوفير: "الخدمات المالية هي بنية تحتية حيوية في الجهاز الاقتصادي العصري تمامًا مثل تدفق المياه والاتصال بالإنترنت، ويجب أن يكون جميع السكان قادرين على استخدامها. انا أدعو المؤسّسات المالية بملاءمة منتجاتها المالية ومضامينها للمجتمع العربي، وإتاحة أدواتها كموقع الانترنت وتطبيقات الدفع والحملات التسويقيّة أيضًا باللغة العربية لصالح ذلك الجزء من المجتمع الذي يجد صعوبة في استخدامها باللغة العبرية".
إضافةً إلى ذلك، عقدت ندوة تحت عنوان "ندمج القوى لتعزيز الثقافة المالية في المجتمع العربي، بتوجيه السيّدة فيرد ييفت، مديرة وحدة العلاقة مع الجمهور ومركزة موضوع الثقافة المالية في بنك إسرائيل، وبمشاركة مندوبين عن القطاع العام والمجتمع العربي، وبضمنهم: السيّدة شيرين ناطور حافي مديرة قسم التربية والتعليم العربي في وزارة التربية والتعليم، والسيّدة هدار هورن نائبة مدير عام مجال الاتصال ومفوّضة التربية المالية في هيئة الأوراق المالية، والسيّدة نردين أرملي مستشارة في مجال اقتصاد الأسرة ومحرّرة ومقدّمة برنامج اقتصادي عبر الراديو وعضوة إدارة في اتحاد مستشاري ومدربي اقتصاد الأسرة، والسيّدة طال هرئيل متتياهو رئيسة مقر المراقب على البنوك، ود. سامي ميعاري المحاضر في قسم دراسات العمل في جامعة تل أبيب ومؤسّس ومدير عام المنتدى الاقتصادي العربي.
وناقش المشتركون في الندوة العوائق المركزيّة وكيفية خلق الثقة لتعزيز الثقافة المالية في الدوائر الحياتيّة في الثقافة العربية لاحداث التغيير المنشود.
وفي نهاية اليوم الدراسي عقدت ورشات عملية بهدف تجنيد المشاركين المختلفين وعقد حوار أوّلي في مواضيع مركزيّة تمكّن من بناء برامج عمليّة لاحقًا. وتناولت الورشات موضوعين مركزيين افتتح كل منهما بمحاضرة مهنيّة وعقد بعدها نقاش حول طاولة مستديرة: القسم الأوّل "(عدم) العقلانية في القرارات الاقتصادية" تناول مواضيع للبحث والقياس في مجال الاقتصاد السلوكي في المجتمع العربي التي من شأنها أن تقود إلى التغيير. وقد القت المحاضرة المهنية في الموضوع د. موران أوفير، محاضرة كبيرة في جامعة رايخمان. أمّا القسم الثاني "الدوائر الحياتيّة والتحديات في المجتمع العربي" فقد تناول قيادة التغيير من حيث المضامين والمنهجيات وجمهور الهدف المناسب. والقى المحاضرة المهنيّة في هذا الموضوع، حسن أبو شعلة، مدير عام GoodDeeds وناشط وريادي في المجتمع العربي.