• عقد قسم الأبحاث بمبادرة مشتركة مع دائرة الاحصاء المركزية، مؤتمرًا في موضوع "مهارات العمال في اسرائيل"

  • المؤتمر تضمّن عرض أبحاث أجريت في قسم الأبحاث في بنك اسرائيل وخارجه، والقاء محاضرة من قبل بروفيسور اريك هنوشيك، من جامعة ستانفورد، كما شمل ندوة لمدراء من القطاع التجاري وواضعو السياسات من القطاع العام لنقاش مسائل تتعلق بالسياسات.

عقد في القدس مؤخرًا مؤتمر قسم الأبحاث في بنك اسرائيل، والذي أقيم بمبادرة مشتركة مع دائرة الاحصاء المركزية. وتناول المؤتمر مهارات العاملين وطرق تطويرها، كما تناول تأثير المهارات على التشغيل وعلى الأجور وعدم المساواة والتنمية الاقتصادية.

افتتحت محافظة البنك المؤتمر وعرضت نقاط الضعف الأبرز في اسرائيل في مجال مهارات العاملين وانجازات الطلاب في جهاز التعليم كما تنعكس من خلال نتائج الاختبارات العالمية الموحدة. وذلك على الرغم من أن عدد سنوات التعليم للعاملين في اسرائيل ليست منخفضة مقارنة بالدول المتطورة الأخرى. وركزت المحافظة على العلاقة بين مهارات العاملين وعائدات الجهاز الاقتصادي وشدّدت على حقيقة أن الانجاز التعليمي في اسرائيل متدني بشكل كبير لدى الطلاب من خلفيات اجتماعية واقتصادية ضعيفة. كما اشارت المحافظة في حديثها إلى العلاقة بين مستوى الانفاق المنخفض على الطلاب في اسرائيل وبين انجازاتهم العلمية ومهارات العاملين، خصوصًا لدى الشرائح المجتمعية الضعيفة اقتصاديًا. وشددت المحافظة على أهمية أن يترافق توسيع الموارد المخصصة للتعليم وتأهيل العاملين مع أبحاث مهنية تقيس فعالية تلك البرامج المختلفة. "استخراج الطاقات البشرية للمجتمع الاسرائيلي ككل هو المفتاح لزيادة الناتج ولتنمية بعيدة المدى تشمل جميع المواطنين، كما يجب العمل على زيادة مستوى المهارات الاساسية للعاملين في اسرائيل بشكل يسمح باندماجهم في سوق العمل المتغير، هذه المهارات متدنية مقارنة بالعالم على الرغم من الوفرة النسبية في العمال الحاصلين على تعليم عالي. من اجل تحقيق هذه الأهداف نحتاج إلى استثمار فعلي في نظام التعليم، مع التركيز على تعزيز التمييز الايجابي في جميع مناحي التعليم وفي جميع مستوياته. وينبغي بالاخص تقديم تعليم تكنولوجي شامل في جميع مراحل التعليم، ويجب زيادة الاستثمار في التأهيل المهني للخريجين بشكل يكسبهم المهارات المطلوبة. من أجل ضمان نجاعة الانفاق العام على التعليم من المهم أن تترافق البرامج في مجال التعليم والتأهيل المهني بمنظومة بحث تقيس فعالية هذه البرامج كما يحدث في بقية العالم. 

الخبير في الاحصاء، بروفيسور داني ببرمان، القى كلمة ترحيبية شدد فيها على أهمية مسوحات قياس المهارات التي تقوم بها دائرة الاحصاء المركزية بالتعاون مع منظّمة OECD لقياس مستوى المهارات في اسرائيل، مما يمنح فهمًا أفضل للمسائل المتعلقة بتطوير هذه المهارات وتصنيفها، ولوضع سياسات مدروسة بشكل أفضل اعتمادًا على هذه المعلومات: "أطلقنا قبل عام مسح المهارات في مراسم احتفالية في الكنيست، اليوم وبعد سنة يسرنا ان نرى ان الأبحاث التي اجريت اعتمادًا على هذا المسح في تزايد، وأن المؤسسات الحكومية وهيئات ومعاهد البحث قد اكتشفت امكانات هذا المسح. اجري المسح على ثلاث مراحل ونعمل اليوم من أجل تحويله إلى مسح دوري ومتابعة معطياته لفترة طويلة وذلك من أجل تحسين المهارات في المجتمع واستخدامه في المقارنات الدولية. يحتاج بناء هذا المسح استخدام نظام حوسبة متطور وبرامج قياس معقدة، اتقدم بالتهنئة للمحافظة د. كرنيت فلوغ على استخدامهم المدروس للمعطيات التي جمعناها وعلى عملها للتوعية بنتائج هذا المسح."

ميخال تسوك، المسؤولة عن التشغيل في وزارة العمل والرّفاه، عرضت خلال المؤتمر مسائل متعلقة بتأهيل العاملين لسوق العمل المستقبلي، ونشاطات الوزارات الحكومية المعدّة لتحسين قدرات العمال على التعامل مع البيئة الاقتصادية المتغيرة في اسرائيل والعالم. كما عرضت خصائص اليد العاملة في اسرائيل، وشدّدت على الحاجة لتقوية مهارات العاملين وملائمتها للمتطلبات التشغيل الحالية والمستقبلية.

صوفي ارتساب وحاييم بورتنوي من دائرة الاحصاء المركزية عرضا من جانبهم مسح المهارات واستنتاجاته الاساسية المتعلقة باسرائيل. كما عرضا تحليلا احصائيًا للعلاقة بين قراءة الكتب ومستوى المهارات في اسرائيل. إذ أظهرت النتائج أن قراءة الكثير من الكتب يرتبط مع مستوى أعلى من المعرفة والمهارات الحسابية، حتى بعد استبعاد تأثير متغيرات كالتحصيل العلمي، أو تحصيل الاهل والعمل والشريحة المجتمعية.

البحث الذي أجراه كل من ليئا أحدوت من المركز الأكاديمي روبين ومعهد فان لير، ونوعام زوسمان وعنبال معيان من بنك اسرائيل فحص عائد التعليم في الجامعات مقابل الكليات من ناحية الأجور والمهارات في سوق العمل اعتمادًا على مسح المهارات وعلى ملفات ادارية. وتبيّن من البحث أن المهارات هي عامل مهم في تفسير الاختلاف في أجور خريجي مؤسسات التعليم العالي، وأنه بعد تحييد علامة امتحان البسيخومتري لا توجد فروق في العائد، من ناحية المهارات، بين خريجي المؤسسات المختلفة للتعليم العالي. إلى جانب هذا تبين أن العائد لخريجي الجامعات، من ناحية الأجور،  أعلى بحوالي 10% من خريجي الكليات، وذلك بعد تحييد عامل المهارات.

موشيه حزان من جامعة تل أبيب وشاي تسور من بنك إسرائيل عرضا بدورهما بحثًا حول موضوع "التنمية الاقتصادية والانتاجيّة في اسرائيل – دور مهارات العاملين". في هذا البحث تبين أنه حين نقارن الثروة البشرية بين اسرائيل والدول المتطورة على أساس المهارة، تبرز فجوة اكبر من الفجوة عند المقارنة على أساس سنوات التعليم. هذه الفجوة في جودة اليد العاملة تفسر أكثر من نصف الفجوة في الانتاجيّة بين اسرائيل والدول المتطورة.

يوفال مزار من بنك اسرائيل درس الفروق بين مهارات العاملين المتعلمين في القطاعين الخاص والعام، والعلاقة بين المهارة والانتاجيّة في دول OECD، وقد وجد ان عائد الاجور بالنسبة للمهارات التي تقاس في مسح PIAAC، اعلى لدى العاملين المتعلمين في القطاع الخاص مقارنةً بالقطاع العام. هذا العائد ينعكس أكثر لدى الرجال المتعلمين وينعكس في توجه العاملين اصحاب المهارات العالية للعمل في القطاع الخاص.

وعرضت ميخال الفسي-هنلي من وزارة  العمل والرفاه تحليلا لنتائج اختبارات المهارة وخصائص التشغيل بناءً على الوضع الصحي، والذي يعتمد على دراسة معطيات مسح PIAAC في اسرائيل. يظهر البحث تأثيرًا سلبيًا قويًا للوضع الصحي المتدني على المهارات التشغيلية، وان تأثيره السلبي على التشغيل يفوق عوامل اضافية لدى العامل مثل التحصيل العلمي، السن، الجنس والقومية.

واختتمت الجلسة الصباحية ببحث لإلعاد دي ملآخ ونوعام زوسمان من بنك اسرائيل وأنليا شلوسر من جامعة تل أبيب، والذي تناول تأثير التعليم المهني مقارنة بالنظري على نسبة التسرب من المدارس الثانوية في الوسط العربي، وعلى استحقاق شهادة البجروت، والقبول للدراسة الأكاديمية، والتشغيل والاجور. وتبين من البحث أن فتح الخيار أمام التعليم المهني لم يحسن أيًا من متغيرات النتيجة لدى الذكور. فيما لدى الإناث ومع ان هذا قد ساعد في تقليص التسرب من الثانوية، ولكنه لم يرفع من نسبة استحقاق شهادة البجروت أو تحسين نسبة التشغيل أو الأجور بعد تخرج الاناث.

في جلسة ما بعد الظهر عرض بروفيسور أريك هنوشيك من جامعة ستانفورد في الولايات المتحدة تحليلا للعلاقة بين جودة التعليم ومهارات العمال والتنمية الاقتصادية. في حديثه شدد على الدور المركزي للتعليم ومهارات العاملين على التنمية الاقتصادية للدول، وان السياسيات الصحيحة التي تشمل اضافة الموارد واستخدامها بشكل مدروس يمكن ان يساهم بشكل كبير في نمو متين وشامل للناتج والانتاجيّة في دول مختلفة. وركز بروفيسور هنوشيك على العائد الكبير للاستثمار في التعليم وبالتالي الحاجة لتجنب التعدي على ميزانيات التعليم حتى في فترات تقليص الميزانيات.

وأختتم المؤتمر بندوة افتتحها مدير عام وزارة المالية السيد شاي بابد من خلال محاضرة قصيرة. وأدارها مدير شعبة الاقتصاد الكلي والسياسات في قسم الأبحاث في بنك اسرائيل د. عدي برندر، بمشاركة ميخال دان هرئيل، المديرة العامة لشركة مان باور اسرائيل، والسيد بوعاز هيرش، مدير عام خدمات التشغيل، والسيد حاييم روسو، الصناعي وعضو مجلس سلطة الابتكار، وتناولت الندوة أسئلة مركزية تتعلق بمهارات العاملين في اسرائيل وتطويرها. 

 ​​​