للبيان الكامل يشمل الرسومات البيانية اظغط هنا

  • تشير نتائج مسح اليد العاملة لشهر تشرين الأول 2023 إلى تضرر معدلات التشغيل بشكل كبير في المجتمع العربي. في شهر تشرين أول 2023، بلغ معدل البطالة بالتعريف الواسع في المجتمع العربي 15.6 نقطة مئوية مقابل 8.6 نقطة مئوية في المجتمع اليهودي. بالإضافة إلى ذلك، كانت نسبة العاملين الذين تغيبوا عن مكان العمل في المجتمع العربي في تشرين الأول أعلى بنسبة 4.5 نقطة مئوية عنها في المجتمع اليهودي.
  • كان معدل نمو البطالة الواسعة بين الرجال من المجتمع العربي أعلى بكثير منه بين الرجال اليهود (13.6 نقطة مئوية مقابل 4.3 على التوالي)، بينما لم تكن هناك فروق ذات دلالة إحصائية بين النساء (5.1 نقطة مئوية بين النساء من المجتمع العربي، 6.3 في المجتمع اليهودي).

تدل معطيات التراجع الحاد في التشغيل في المجتمع العربي على أن نحو ثلث العمال العرب يعملون في قطاعات وحرف معرضة لانخفاض العمالة على المدى القصير نتيجة الحرب. ينشأ هذا الخطر نتيجة لتوقف النشاط في مواقع البناء، وانخفاض النشاط في قطاعي التجارة والترفيه، فضلاً عن احتمال تقليل توظيف العرب كمقدمي خدمات للمجتمع اليهودي.

مقدمة

في 7 تشرين أول 2023، اندلعت حرب "السيوف الحديدية"، مما أثر على النظام الاقتصادي في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك في سوق العمل. منذ الأسبوع الأول للحرب وخلال شهري تشرين الأول وتشرين الثاني، طرأت زيادة كبيرة في عدد الأشخاص المسجلين في دائرة التشغيل، وخاصة العمال الذين تم إخراجهم في إجازات غير مدفوعة. تُظهر بيانات مسح اليد العاملة لشهر تشرين أول 2023 أنه على الرغم من أنه لم يكن هناك تغير كبير في معدلات التشغيل ومعدلات البطالة في اليد العاملة، إلا أن هناك ارتفاع كبير في عدد العاملين الذين تغيبوا عن أماكن عملهم لمدة أسبوع كامل على الأقل (بزيادة 675 ألف شخص مقارنة بشهر أيلول 2023)[1]. تأثير الحرب على سوق العمل ليس متماثلاً بين فروع الاقتصاد وتعرضت بعض الفروع لأضرار أكبر من الفروع الأخرى.

نجري في هذا التحليل دراسة أولية لتأثير حرب "السيوف الحديدية" على العاملين في المجتمع العربي. إن اختلاف توزيع العاملين بين الفروع والمهن في الاقتصاد قد يؤدي إلى وجود نسبة أكبر من الوظائف المهددة بسبب الحرب في المجتمع العربي على المدى القصير. يمكن أن ينجم الانخفاض في التشغيل في هذه الفترة عن عاملين رئيسيين: انخفاض الطلب على المنتجات والخدمات غير الأساسية، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على العمال؛ والنقص الكبير في العمال الذي يؤدي إلى انخفاض النشاط في المجال بحيث تنخفض احتمالات تشغيل أولئك القادرين على العمل. بالإضافة إلى ذلك، واستنادا إلى الأحداث الأمنية السابقة، قد يتأثر المجتمع العربي أيضاً بعامل خطر خاص ناتج عن انخفاض التفاعل بين اليهود والعرب في سوق العمل.

تزداد أهمية هذه الدراسة على ضوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي ساد المجتمع العربي قبل فترة الحرب، حيث قبعت نسبة كبيرة من الأسر تحت خط الفقر.[2] بالإضافة إلى ذلك، ونظراً لانخفاض مستوى دخل الأسر في المجتمع العربي نسبياً، فإن قدرتها على التعامل مع فقدان الدخل (ولو لفترة قصيرة) كانت محدودة.

نستكمل الدراسة كما يلي: نستعرض في الجزء الأول التغير الفعلي في الاهتمام بالعمل في شهر تشرين أول 2023 مقارنة بشهر أيلول 2023 بحسب الفئات السكانية. في الجزء الثاني، نستعرض الفرق في التأثر بالمخاطر في القطاعات والحرف ومقارنة معدلات التشغيل بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي. ويأتي الجزء الثالث لتلخيص الدراسة.

 

[1] دائرة الاحصاء المركزية، 2023. "بيانات مسح اليد العاملة لشهر تشرين الأول 2023 (بيانات رئيسية)" البيان الصحفي 20.11.2023.

[2] لمزيد من التفاصيل حول الفجوات الاقتصادية بين اليهود والعرب، انظر: تقرير بنك إسرائيل، 2022. "الفروق في الدخل المتاح للفرد بين العرب واليهود المتدينين وبين اليهود غير المتدينين"، الفصل "ز"، صفحة 156-165