• تبحث الدراسة في تأثير أداء صناديق الاستثمار المشترك على قرارات الجمهور بتحويل الأموال إلى صناديق الاستثمار المشترك (التجنيد) ومنها (الاسترداد)، باستخدام بيانات السوق الإسرائيلية في السنوات 2011-2021.
  • يتفاعل المستثمرون مع الأداء الإيجابي لصناديق الاستثمار المشترك أكثر من تفاعلهم مع الأداء السلبي، أي أنهم يزيدون استثماراتهم في الصناديق بعد الأداء الجيد، أكثر مما يستردون أموالهم من الصناديق عندما يكون الأداء سيئًا، في جميع قنوات الاستثمار. لهذا الاستنتاج آثار إيجابية على الاستقرار المالي، وربما ينبع من مبنى السوق الفريد لإسرائيل، حيث يوجد فيه بورصة للسندات وإمكانية أسهل لإجراء الصفقات، على عكس ما هو متّبع في العالم.
  • هذه هي الدراسة الأولى التي تحدد الفروق في الحساسية بين المستثمرين في الصناديق الخاملة والمستثمرين في الصناديق النشطة (التي يوجد فيها مدير استثمار). يظهر البحث أن حساسية المستثمرين الخاملين لأداء الصندوق الذي يستثمرون فيه تقارب نصف حساسية المستثمرين النشطين.

 

صناديق الاستثمار المشترك هي أداة استثمار تستخدم بشكل رئيسي من قبل الأسر. يمكن الاستثمار فيها واسترداد الأموال منها بشكل يومي. ينمو سوق صناديق الاستثمار المشترك في إسرائيل بوتيرة سريعة، وفي نهاية عام 2021 بلغ حوالي 350 مليار شيكل، مقارنة بحوالي 137 مليار شيكل في بداية عام 2011. نظرًا لحقيقة أن المستثمرين يمكنهم سحب أموالهم كل يوم، تتعرّض صناديق الاستثمار المشترك لمخاطر "البيع السريع" – وهو وضع تضطر فيه الصناديق لبيع أصولها الماليّة كالسندات والأسهم بشكل سريع من أجل إعادة الأموال للمستثمرين، مما يتسبب في انخفاض حاد في أسعار الأصول الناتج عن انخفاض السيولة. في مثل هذه الحالة، يمكن الحاق الضرر بالاقتصاد الحقيقي، بالإضافة إلى تفاقم انخفاض الأسعار في أسواق الأصول المالية، من خلال قناة تكاليف التمويل في الشركات وارتفاع عوائد السندات، إذا احتاجت الشركة تجنيد دين (إصدار سندات) عند حدوث انخفاض في أسعار السندات، أي زيادة في العوائد، قد يضر ذلك باستقرارها بل ويعرض وجودها للخطر. بالإضافة إلى ذلك، فانّ انخفاض أسعار الأصول نتيجة البيع السريع يقلل بدوره من قيمة الصناديق التي بحوزتها. وتزداد مخاطر البيع السريع عندما يكون المستثمرون حساسين للغاية للخسائر، وتعتدل عندما يكون المستثمرون أكثر حساسية للأرباح.

وجدت دراسة سابقة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أنه في صناديق الاستثمار المشترك التي تستثمر في أسواق الأسهم والسندات الحكومية، يتجاوب المستثمرون أكثر مع الأداء الإيجابي للصندوق، بينما في الصناديق التي تستثمر في سندات الشركات، يكون المستثمرون أكثر حساسية للأداء السلبي- أي، يبيعون عندما يخسر الصندوق أكثر مما يستثمرون عندما يربح الصندوق. وقد تمّ تفسير هذا الاستنتاج في نفس الدراسة من خلال حقيقة أنه على عكس سوق السندات الحكومية، في سوق سندات الشركات الأمريكية يتم التداول من خلال تجار وفي العديد من سلاسل الدين فانّ التداول يكون قليل جدًّا. في إسرائيل، في المقابل، يتم تداول سندات الشركات في بورصة مفتوحة للجمهور، ما ينتج عدد صفقات كبير في هذه الأوراق المالية، كما تبيّن في الدراسة التي أجراها د. مناحيم عبودي من جامعة بار إيلان وبروفيسور آفي واهل من جامعة تل أبيب. وكذلك، في الدراسة الحالية، وجد نوعم بن-زئيف من قسم الأبحاث في بنك إسرائيل أنّ في إسرائيل المستثمرين في صناديق الاستثمار المشترك أكثر حساسية للأداء الإيجابي من الأداء السلبي للصناديق، في جميع قنوات الاستثمار وخاصة في الصناديق المتخصصة في سندات الشركات. وهذا يعني أن المستثمرين "يكافئون" مديري الصناديق على الأداء الجيد (من خلال عمليات التجنيد) أكثر من "معاقبتهم" على الأداء السيئ (من خلال عمليات الاسترداد).

الرسم البياني 2 : حساسية تجنيد الأموال والاسترداد لأداء صناديق الاستثمار المشترك المتخصصة في سندات الشركات
 في هذا الرسم البياني، يمكن أن نرى حساسية صافي تجنيد الأموال (أي تجنيد الأموال مطروحًا منه الاسترداد) لأداء صناديق الاستثمار المشترك المتخصصة في سندات الشركات، كما تم قياسها بواسطة "ألفا" - وهو مؤشر معروف ومقبول في الأدبيات المهنية، يقيس عائد الصندوق نسبةً لتعرّض الصندوق للسوق عامةً. وكلما زاد مستوى ألفا، يحقق الصندوق عائدًا أعلى من المتوقع وفق نموذج المخاطر-العوائد الأساسي. يبيّن الرسم البياني أن حساسية المستثمرين تزداد كلّما كان أداء الصندوق أفضل.

وقد أجرى الباحث مقارنة بين المستثمرين في الصناديق النشطة (أي الصناديق التي لديها مدير استثمار) والمستثمرين في الصناديق الخاملة (أي الصناديق التي تحاكي المؤشرات)، وفحص ما إذا كان هناك اختلاف في حساسية هؤلاء المستثمرين تجاه أداء الصناديق. وكجزء من منهجية البحث، راقب الباحث العوامل الأخرى التي تؤثر على عمليات التجنيد والاسترداد في صناديق الاستثمار المشترك: حجم وعمر الصندوق، وحجم رسوم الإدارة (مع الفصل لأنواع مختلفة)، وعائد الصندوق المتأخر وحتى تاريخ معين. وقد أظهرت النتائج أن المستثمرين الخاملين يميلون لأن يكونوا، بالمعدّل، أقل حساسية لأداء صناديق الاستثمار المشترك. في الصناديق التي تستثمر في الأسهم، توجد فجوة بنسبة 40٪ في حساسية تجنيد الأموال والاسترداد للأداء، وفي صناديق السندات، وجد انخفاض أكبر: 44٪ في الصناديق التي تستثمر في سندات الشركات، و- 61٪ في الصناديق التي تستثمر في السندات الحكومية.

هذه النتيجة، التي تدل على حساسية أقل لدى المستثمرين الخاملين لأداء الصناديق، قد تشير إلى أنه في أوقات الأزمات، عندما تكون هناك عمليات استرداد متزايدة في صناديق الاستثمار المشترك، من المتوقع أن نرى عمليات استرداد أقل في الصناديق الخاملة، مقارنة بالصناديق النشطة الشبيهة. وأجرى الباحث اختباراً عينيًّا لفحص هذه الفرضية، وقد استخدم بيانات من شهر آذار 2020 - ذروة أزمة الكورونا، التي اتسمت بعمليات استرداد ضخمة في صناديق الاستثمار المشترك. وتؤكد النتيجة التي تم الحصول عليها الفرضية التي تم اختبارها - فقد وجد أنه حتى عند مراقبة المتغيرات الإضافية، قام المستثمرون السلبيون باسترداد أموال أقل من الصناديق خلال الأزمة، بشكل واضح من ناحية إحصائيّة وبشكل كبير من ناحية اقتصادية.