ما هي أهمية الاستقرار المالي؟

يشبه النظام المالي في الاقتصاد العجلات التي تحرك السيارة التي تنقل أموالنا - منا وإلينا. تعتمد جودة الرحلة في السيارة على استقرار جميع العوامل داخل النظام وخارجه

ما هو "الاستقرار المالي"؟

عندما يستخدم مصطلح "الاستقرار المالي" في السياق الاقتصادي، فهو يعني في الواقع "استقرار النظام المالي"، والذي يشمل ثلاثة جوانب: منظومة المؤسسات المالية - البنوك وشركات التأمين وغيرها من المؤسسات المالية؛ الأسواق المالية - أسواق المال والعملات الأجنبية والأوراق المالية؛ ومنظومة المدفوعات والتخليص (المقاصة) (رابط إلى موضوع "التخليص").

كيف يؤثر النظام المالي على حياتي اليومية؟

من خلال النظام المالي، يمكن لكل واحد منا إجراء أربع عمليات مالية أساسية: * الدفع أو التحصيل مقابل شراء أو بيع السلع والخدمات * إدارة المخاطر عن طريق شراء التأمينات المختلفة * إدارة المدخرات - على المدى القصير والطويل * الحصول على القروض - للاستثمار أو الاستهلاك أو لأي غرض آخر

النظام المالي، ومن ضمنه منظومة المؤسسات المالية - البنوك، وشركات التأمين، والهيئات المالية الأخرى؛ الأسواق المالية - أسواق المال والعملات الأجنبية والأوراق المالية؛ ومنظومة الدفع والتخليص. يخرج من النظام أسهم (؟) تشير إلى العمليات التي نقوم بها من خلال النظام المالي: الدفع/ التحصيل مقابل شراء/ بيع السلع والخدمات/ إدارة المخاطر عن طريق شراء التأمينات المختلفة/ إدارة المدخرات - على المدى القصير والطويل/ الحصول على القروض – للاستثمار أو الاستهلاك أو لأي غرض آخر.

يعمل النظام المالي السليم على تبسيط جميع هذه الإجراءات للأفراد المشاركين في النظام الاقتصادي، ويسمح بتنفيذ العمليات الاقتصادية على نطاق أعلى بكثير، مقارنة بالوضع الذي لا يوجد فيه نظام مالي.

لنفترض أن شركة صغيرة تحتاج إلى قرض لتوسيع خط إنتاجها، وفي مكان آخر في البلاد يوجد شخص يرغب بإدخار جزء من دخله. يقوم هذا الشخص بإيداع أمواله لدى مؤسسة مالية ما - على سبيل المثال، بنك أو صندوق تقاعد - وتقوم هذه المؤسسة المالية بإقراض المال (الخاص بهذا الشخص وبأشخاص آخرين مثله) للشركة التي تحتاج إلى القرض. وبدون نظام مالي، لن يعرف المقترض (الشركة) والمُقرض (الشخص) بوجود بعضهما البعض، وربما لم تكن الصفقة لتتم. وحتى لو تمت، في حال التقى الطرفان عن طريق الصدفة مثلاً، سيتعين على المُقرض تقييم المخاطر لدى المقترض وقدرته على السداد، وسيتعين على كلا الطرفين إدارة نظام معقد للتحصيل والدفع، وما إلى ذلك. يعمل النظام المالي على تسهيل هذه العملية على جميع الأطراف.

ما هي شروط الاستقرار المالي؟

يشبه النظام المالي في الاقتصاد العجلات التي تحرك السيارة التي تنقل أموالنا - منا وإلينا. تعتمد جودة الرحلة على جودة جميع أنظمة المركبة والتناسق بينها.

بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل خارجية تؤثر على سير الرحلة، مثل أحوال الطرق والأحوال الجوية - أو في النظام المالي: تطورات الاقتصاد المحلي والأسواق الدولية - بعضها معروف مسبقاً ويمكن والتخطيط والاستعداد له مسبقاً، ولكن بعضها غير متوقع ويشكل تحديًا للنظام.

كلما كان النظام ككل أكثر كفاءة وموثوقية، زاد احتمال استمرار الرحلة بأمان لفترة أطول - حتى لو نقص الهواء في إحدى العجلات أو أصبحت ظروف الطريق والطقس قاسية. ومع ذلك، هناك مشاكل نظامية أو ظروف خارجية قد تتسبب في حدوث ثقب خطير، أو ضرر في هيكل السيارة، أو حتى فقدان السيطرة عليها. المعنى: هناك علاقة متبادلة بين استقرار النظام المالي واستقرار النشاط الاقتصادي الجاري في النظام الاقتصادي. يمكن لكل أزمة تؤثر على النظام الاقتصادي (اقتصادية، أمنية، سياسية) أن تؤثر على استقرار النظام المالي، والعكس صحيح. وكذلك أيضاً التغيرات الحادة في سعر الفائدة (رابط إلى موضوع "سعر الفائدة")، أو في أسعار الصرف (رابط إلى موضوع "سعر الصرف")، أو في سياسة الموازنة الحكومية. بالإضافة إلى ذلك، فإن استقرار النظام المالي يتأثر بشكل مباشر باستقرار الأنظمة المالية والأسواق حول العالم.

ماذا يحدث عندما يفقد النظام المالي استقراره؟

ليس من السهل أن نحدد مصدر عدم الاستقرار في النظام المالي، وخاصة عندما يتعلق الأمر بنظام تتسم جوانبه بالقوة ويستطيع كل طرف فيه أن يعوض عن تقصير الطرف الآخر. ومع ذلك، فإن نقاط الضعف الخفية يمكن أن تجعل النظام المالي عرضة للخطر؛ وإذا لم تكن المؤسسات المالية مستعدة للتعامل مع الأحداث غير المتوقعة، أي عندما تصبح أحوال الطريق أو الطقس قاسية على سيارتنا، فإن نقاط الضعف سوف تتحول إلى مشاكل، وفي بعض الأحيان إلى أزمة مالية أيضاً.

تعتمد تأثيرات عدم الاستقرار في النظام المالي على الأسر بطبيعة الحال على عمق وحجم المشاكل في النظام. وقد يؤدي النظام المالي غير المستقر من بين أمور أخرى، إلى الإضرار بالقدرة على جمع القروض، وسحب الودائع، وإدارة المخاطر بحكمة، ودفع ثمن المنتجات والسلع، وغير ذلك.

ومن الأمثلة التي توضح العلاقة بين النظام المالي والمناخ المالي وتأثيرهما على الحياة اليومية للجمهور في السنوات الأخيرة، الأزمة المالية العالمية التي حدثت في 2008/2009. كان للأزمة عدة عوامل، أحدها كان أزمة سوق الرهن العقاري في الولايات المتحدة. في ذروة الأزمة، أفلس بنك يدعى Lehman Brothers، الأمر الذي أدى إلى فقدان ثقة الجمهور في النظام المصرفي، وبالتالي إلى أزمة مالية عالمية حادة، شملت من بين أمور أخرى، تسريح عمال على نطاق واسع، وتخفيض الرواتب، وركود اقتصادي شديد.

أثرت هذه الأزمة المالية حتى على إسرائيل، ولكن بفضل استقرار النظام المالي المحلي، تمكن الاقتصاد الإسرائيلي من التعافي بسرعة نسبياً من هذه الاضطرابات الاستثنائية، فأصبحت أسواقها جاذبة للعديد من المستثمرين. وعلى الرغم من ظروف الطريق الصعبة (تطورات الاقتصاد العالمي)، فإن "سيارة" النظام المالي الإسرائيلي كانت صلبة وقوية، وتجاوزت الأزمة دون صعوبة.

كيف يمكن تطوير وتعزيز نظام مالي أكثر استقرارا؟

بنك إسرائيل هو الجهة المسؤولة بموجب القانون (رابط للقانون)، عن تعزيز الاستقرار المالي في إسرائيل بشكل عام. وتتولى هذه المهمة عدة وحدات وهيئات داخل البنك:

تقوم الدائرة المالية في قسم الأبحاث بجمع البيانات والمعلومات عن النظام المالي، وتطوير أساليب التحليل، ومتابعة حالة النظام، وتقييم المخاطر التي تهدد الاستقرار، وصياغة توصيات بشأن التدابير الوقائية وسبل الحد من انتشار الصدمات وإدارة الأزمات.

تتولى دائرة أنظمة الدفع والتخليص في قسم المحاسبة وأنظمة الدفع والمقاصة (رابط للقسم) مسؤولية استقرار أنظمة الدفع والتخليص في النظام الاقتصادي واستمرارية عملها.

الهيئة المسؤولة عن أحد الأقسام الأساسية للنظام المالي هي هيئة الرقابة على البنوك، وهي المسؤولة عن مراقبة استقرار المؤسسات المصرفية والحفاظ على إدارتها السليمة. تتولى هيئة الرقاية أيضًا مهام أخرى يمكنك أن تقرأ عنها بالتفصيل (رابط إلى موضوع "هيئة الرقابة على البنوك").

تقرير الاستقرار المالي

ينشر بنك إسرائيل مرتين في السنة - في شهري حزيران وكانون الأول - "تقرير الاستقرار المالي". ويقدم التقرير نصف السنوي صورة مفصّلة ومحدثة لتقييم استقرار وكفاءة ومتانة النظام المحلي. يعرض التقرير لعامة الناس النقاط الرئيسية لتقييم الوضع التي قدمها اقتصاديو البنك إلى اللجنة النقدية (رابط إلى موضوع "اللجنة النقدية") وإلى لجنة الاستقرار المالي (رابط إلى موضوع "الاستقرار المالي")، ويتضمن توسعات في مواضيع مختلفة حول النظام المالي (رابط لتقارير الاستقرار المالي على موقع بنك إسرائيل).