الفائدة المركبة
إن سعر الفائدة الذي يحدده البنك المركزي له تأثير مباشر على حياة كل واحد منا. وعلى الودائع والقروض والمدخرات التقاعدية والرواتب وأسعار المنتجات والخدمات وأسعار الصرف وغيرها.
ما هو سعر الفائدة؟
سعر الفائدة هو "السعر الزمني" للنقود. أي كم سنكسب إذا ادخرنا وكم سندفع إذا اقترضنا لفترة معينة. اذا افترضنا أن نسبة الفائدة 5% على سبيل المثال، وقمنا بإيداع مبلغ 100 شيكل في المدخرات، فإننا سنحصل في نهاية العام على 105 شيكل؛ وإذا اقترضنا 100 شيكل، فسنعيد في نهاية العام 105 شيكل.
سعر الفائدة في بنك إسرائيل
أحد الأهداف الرئيسية لبنك إسرائيل هو الحفاظ على استقرار الأسعار في النظام الاقتصادي. وذلك حتى لا يرتفع أو ينخفض سعر سلة المنتجات والخدمات التي نستهلكها عادةً بشكل كبير، دون استعداد مناسب. (نعم، حتى الانخفاض الحاد في الأسعار ليس أمراً صحياً بالنسبة للنظام الاقتصادي).
رفع سعر الفائدة
كما ذكرنا، فإن لمستوى الفائدة تأثير كبير على النظام الاقتصادي. فحين يكون سعر الفائدة مرتفعاً، فهذا يعني أنه من الأفضل الاحتفاظ بالمال في البنك والاستفادة من العائدات على المدخرات، بدلاً من إنفاق المال على شراء المنتجات والأصول. وبنفس الطريقة فإن المستثمرين - المحليين والأجانب - قد يقللون من الاستثمار في التطوير والتوسع، ويفضلون الاستفادة من زيادة قيمة الأموال. وفي مثل هذه الحالة سيحدث انخفاض في الأسعار، مما قد يؤدي إلى تباطؤ في النشاط الاقتصادي وارتفاع في البطالة.
خفض سعر الفائدة
من ناحية أخرى، فإن انخفاض سعر الفائدة يشجع على زيادة الإنفاق والاستثمارات، وفي الوقت نفسه يؤدي إلى انخفاض قيمة الأموال ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار وارتفاع معدل التضخم.
كيف يتم تحديد سعر الفائدة في بنك إسرائيل؟
يتم اتخاذ القرار بشأن سعر الفائدة لبنك إسرائيل من قبل "اللجنة النقدية". وإلى جانب محافظ بنك إسرائيل، الذي يشغل منصب رئيس اللجنة، تضم اللجنة في عضويتها نائب المحافظ، وموظفًا آخر في البنك يعينه المحافظ، وثلاثة ممثلين عن الجمهور تعينهم الحكومة. تقوم اللجنة بنشر قرار سعر الفائدة المحدث 8 مرات في السنة، مرة كل شهر ونصف، ومع ذلك، وفي ظروف خاصة، يمكن للجنة أيضًا اتخاذ قرارها "دون اكتمال النصاب"، وهو أمر حدث عدة مرات في الماضي.
تعتمد اللجنة في قراراتها بشكل أساسي على التحليلات الاقتصادية الشاملة التي يجريها قسم الأبحاث وقسم الأسواق في بنك إسرائيل حول الاقتصاد المحلي والعالمي. يعمل الاقتصاديون على إعداد المواد للمناقشات لعدة أسابيع، وتستمر مناقشات اللجنة يومين كاملين، وفي نهايتها تنشر اللجنة "إعلان سعر الفائدة". كما يعقد المحافظ مرة كل ثلاثة أشهر، مباشرة بعد قرار سعر الفائدة، مؤتمراً صحفياً يتم بثه مباشرة عبر الإنترنت. وخلال المؤتمر يشرح المحافظ الاعتبارات الكامنة وراء قرارات اللجنة النقدية.
في الحالات التي يرى فيها بنك إسرائيل أننا نواجه تباطؤًا في النمو - أو ما هو أسوأ من ذلك: تراجع وركود اقتصادي - أو إذا كانت هناك مؤشرات على انخفاض التضخم إلى ما دون النطاق المستهدف، يقرر البنك خفض سعر الفائدة.
لماذا تختلف أسعار الفائدة على القروض والودائع في البنوك عن أسعار الفائدة التي يعلنها بنك إسرائيل؟
تعتمد أسعار الفائدة في البنوك التجارية على سعر الفائدة في بنك إسرائيل، مع إضافة (أو طرح) هامش يعكس اعتبارات متعلقة بالخصائص الاقتصادية لكل صاحب حساب.
عندما يتعلق الأمر بالقروض على سبيل المثال، عادة ما يتم تحديد مستوى المخاطر بناءً على الوضع المالي لطالب القرض: حالة حسابه الجاري، الشيكات التي أصدرها، القروض التي حصل عليها، الأطر الائتمانية التي يمتلكها، وغير ذلك. تعمل هذه الإجراءات على إنشاء "ملف تعريف مخاطر الائتمان" يمكن من خلاله تقييم "درجة المخاطر" للمقترض.
حتى إطلاق «نظام بيانات الائتمان» مطلع عام 2019، كانت المعلومات الخاصة بالمقترض، وبشكل شبه حصري، في يد البنك الذي يدير فيه المقترض حسابه. وهكذا، نشأ موقف كان فيه هذا البنك يتمتع بميزة على البنوك أو المؤسسات المالية الأخرى، التي لم تكن على اطلاع على هذه المعلومات المهمة - وبالتالي، لم تتمكن من تقديم عروض ائتمان جذابة للمقترض.
يعمل نظام بيانات الائتمان في إسرائيل على تجميع التاريخ الائتماني لزبائن البنوك. وهكذا يسمح النظام لمقدمي الائتمان بتقييم "مخاطر الائتمان" بشكل أكثر دقة وتقديم شروط أكثر جذباً وتنافسية للمقترضين