مرحبًا جميعًا،

أود أن أهنئ قسم المعلومات والإحصاء في بنك إسرائيل على هذا المؤتمر، وعلى نشر المراجعة الهامّة "نظرة إحصائية لعام 2022".

لقد أصبح نشر المراجعة تقليدًا في بنك إسرائيل، وهي بمثابة مقدمة للتقرير السنوي لبنك إسرائيل، الموجود في هذه الأيام في مراحل متقدمة من التحرير من قبل قسم الأبحاث ويستند أيضًا إلى المنتجات الإحصائية والكم الكبير من المعلومات التي يديرها قسم المعلومات والإحصاء.

هذا التقرير هو قناة أخرى لنا في بنك إسرائيل لنوفر للجمهور، وخاصة المهتمين بالاقتصاد والمال، ثروة المعلومات التي يجمعها البنك ويديرها بشكل مستمر. وذلك مع التركيز على التطورات المركزيّة في هذه البيانات والقضايا الإحصائية الخاصة التي يهتم بها بنك إسرائيل.

المعلومات هي منتج أساسي في عالم الاقتصاد، بحيث تشكّل، بمفاهيم عديدة، الأساس لوجود عالم المال. تهدف الوساطة المالية، من بين أمور أخرى، إلى سد عدم تناسق المعلومات بين المدخرين والمقترضين، وملاءمة أفق الاستثمار بين الطرفين. يخلق التقدم التكنولوجي قواعد معلومات جديدة لنا، والتي بدورها تمكّن من تطوير نماذج أعمال جديدة وتحسين النماذج القائمة. لذا فإن المعلومات لا تمكّن من العمل على الصعيد المالي القائم بطريقة أفضل فحسب، بل إنها تمكّن، بمفاهيم معيّنة، من تطوير واقع جديد.

تشكّل هذه البيانات احدى أسس عمليات اتخاذ القرارات السياسية المختلفة في بنك إسرائيل. نحن نقوم بعملية صنع القرار استنادًا إلى التحليل الشامل والعميق والمستنير للمعلومات الكثيرة التي تصلنا من مصادر عديدة ومتنوعة. ونهتم في التحسين المستمر لكمية ونوعية جمع البيانات ومعالجتها لتحويلها إلى "معلومات". لأنه حين يكون عامةً لدى اللاعبين في الاقتصاد معلومات أكثر، تزداد قدرتهم على تقييم المخاطر واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

نشهد في السنوات الأخيرة زيادة هائلة في عوالم المعلومات: سواء كان الحديث عن القدرة على جمع المعلومات وتخزينها- BIG DATA، أو القدرة على تحليلها بطريقة أكثر نوعيّة باستخدام أدوات تحليل متطورة مثل: AI ، ML وما إلى ذلك. كلما كان لدى النظام المالي معلومات أوسع، زادت القدرة على تقييم المخاطر بشكل صحيح، واتخاذ قرارات ناجعة فيما يتعلق بمنح الائتمان، وتخصيص المصادر والاستخدامات وغيرها.

يوفّر العالم الجديد مجموعة متنوعة من الفرص لصناع القرار وعامة الناس. يتيح استخدام البيانات بكميات كبيرة إمكانية اتخاذ قرارات مستنيرة وقائمة على أسس متينة في وقت قصير نسبيًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن إمكانية خلق نماذج اقتصادية مبتكرة تستند إلى كمية كبيرة من البيانات توفر فهمًا أفضل للاقتصاد المعقد والأسواق المالية على المستوى الكلي وعلى المستوى الفردي.

باختصار، المعلومات هي قوّة.

 

 

 

في الوقت نفسه، هناك عدد غير قليل من التحديات في التعامل المكثف مع البيانات. وتصبح الحاجة إلى تطوير مهارات لإدارة المعلومات وتحليلها وتزويدها أكثر فأكثر صعوبة. تلزم قضايا مثل أمن المعلومات والسرية وحماية الخصوصية اتخاذ خطوات تمنع وصول الأطراف غير المخوّلة للمعلومات الحساسة.

يتم اختبار قدرات بنك إسرائيل على مواجهة هذه التحديات كل يوم تقريبًا ويعكس تقرير النظرة الإحصائية الذي سينشر اليوم التقدم الكبير والمستمر الذي يحقّقه البنك.

في الختام، من خلال جمع البيانات ومعالجتها نحاول وصف الواقع بمساعدة الأرقام وفهم الظواهر والاتجاهات الجديدة لعالمنا وهذه ليست مهمة سهلة. لكن بالطبع، إذا ظلت المعلومات لدينا فقط – خبراء الاقتصاد والإحصاء، فإن قدرتها على التأثير على القرارات الاقتصادية للأسر والشركات ستكون محدودة.

لذلك، فإن لنشر المعلومات الإحصائية المالية لدولة إسرائيل كما تظهر في تقرير نظرة إحصائية أهمية كبيرة. النشر المتاح والواضح والذي يؤكد أيضًا على العبر المنبثقة من المعلومات، يتيح للجمهور المهتم بالاقتصاد والمنظمات تحديد الاتجاهات الجديدة واتخاذ قرارات حكيمة بناءً على البيانات، وبالتالي زيادة تفاعلهم وثقتهم في بنك إسرائيل.

أود أن أهنئ مرة أخرى موظّفات وموظفي قسم المعلومات والإحصاء على هذا المؤتمر ونشر التقرير الذي يسهم بشكل كبير في النقاش المهني الذي يجريه البنك مع اللاعبين الماليين الرئيسيين ومع الجمهور العام. إنّ تركيز وتحليل كمية كبيرة من البيانات بطريقة مهنيّة وموثوقة، وإتاحة المعلومات لمختلف أقسام البنك والقدرة على استخلاص العبر الاقتصادية منها، تمكّننا من صياغة توصيات السياسة، وتقديم الاستشارة للحكومة واتخاذ القرارات النقدية التي تؤثر على كافة الأسر في إسرائيل بطريقة أفضل وأكثر استنارة.

أتمنى للجميع مؤتمرًا مثمرًا.