عقد اليوم مؤتمرًا للرقابة على البنوك نوقش فيه مجالين مركزيين: تعزيز المنافسة في المجالات المصرفية، والتغييرات التكنولوجية الكبيرة التي يمر بها الجهاز المصرفي وزبائنه.

وعرضت المراقبة على البنوك، د. حدفا بار، استعدادات البنوك والرقابة على البنوك للتغييرات التكنولوجية في التعاملات المصرفية، وتحدثت عن مركز السايبر المصرفي الجديد الذي أقيم وبدأ العمل فيه في كانون الثاني من هذا العام، بمبادرة مشتركة من قبل سلطة السايبر الوطنية، ووزارة المالية، والرقابة على البنوك، وجميع المؤسسات المصرفية وشركات بطاقات الائتمان.

المراقبة على البنوك، د. حدفا بار قالت: "يسعدني أن أبشركم بأنه قبل عدة أسابيع بدأ العمل في مركز السايبر المصرفي الجديد، والذي يشكل "قفزة نوعية" في اطار استعداداتنا لعالم التعاملات المصرفيّة الرقمية المتغير. وقد جنّدت الرقابة على البنوك جميع البنوك للتعاون مع وزارة المالية وسلطة السايبر من أجل إقامة المركز من منطلق الادراك بأنّ المخاطر التكنولوجية في ازدياد مستمر: فهنالك بنوك وشركات بطاقات ائتمان كبيرة في أنحاء العالم واجهت السنة الماضية أحداث قرصنة خطيرة، أدت في بعض الحالات إلى تسريب كميات كبيرة من المعلومات ومحاولات احتيال والتسبب بالكثير من الأضرار للزبائن، وعلينا أن نكون مستعدين لحدوث مثل هذه الحالات في إسرائيل. لقد أقيم مركز السايبر المصرفي لعدة أهداف: تقليص عدد حالات القرصنة، وتمكين البنوك من الرد السريع على مثل هذه الحالات عند حدوثها، والمساعدة في معالجة حالات تسريب المعلومات الكبيرة على المستوى الإقليمي، والتنسيق بين جميع الجهات المتخصصة على مستوى الدولة".

كما تطرقت المراقبة على البنوك لمسؤولية البنوك في مواصلة التطور في إدارة مخاطر القرصنة، وأن تكون جاهزة أيضا لاستخدام وسائل إدارة المخاطر. إضافة لذلك، شدّدت على المسؤولية التي تقع على عاتق زبائن البنوك في زيادة الوعي لمخاطر تسرب المعلومات والاحتيال عبر الشبكة والعمل على تقليصها من خلال:
  • اليقظة والتعامل بحذر مع التوجهات التي تبدو كتوجهات من البنك، حيث من الممكن أن تكون هذه التوجهات هي محاولة من جهات مشبوهة لسرقة تفاصيل الزبون وأمواله؛
  • تحديد رمز سري ملائم لحساب البنك وعدم تسليمه لأي جهة خارجية؛
  • تركيب برامج حماية على جهاز الهاتف الخليوي، والذي يعتبر اليوم وسيلة مركزية للدخول إلى حساب البنك؛
  • الحذر عند استخدام الانترنت اللاسلكي (Wi-Fi);
  • فحص حساب البنك من حين لآخر للتأكد من عدم حدوث عمليات غير مألوفة؛
  • الشك والحذر عند فتح رسائل البريد الالكتروني والروابط غير المعروفة.


خلال المؤتمر قال السيد جيل شويد، مؤسس ومدير عام شركة تشيك بوينت، في حوار مع المراقبة على البنوك: "مستقبل حماية السايبر أصبح هنا، وهو يضع أمام الجهاز المصرفي العالمي تحديات كثيرة – خصوصًا في مجال الخليوي، ومنع الهجمات المتطورة ومجال سحابة المعلومات. نلاحظ انّه بالمقارنة مع دول أخرى في العالم، فالبنوك في إسرائيل تحمي نفسها جيدًا من التهديدات المتطورة جدًّا القائمة اليوم. مع ذلك، ففي مجال الخليوي، 20% فقط من البنوك في إسرائيل تتبع الخطوات المطلوبة من أجل ضمان الا تتحول الأجهزة الخليوية الموجودة بحوزتنا في كل دقيقة، لنقطة ضعف المؤسّسة. لحماية السايبر في المستقبل، لن تكفي حماية الشبكات بشكل تقليدي، وانّما يجب تبني تقنيات حماية متقدمة تحافظ على سحابة المعلومات، وعلى الأجهزة الخليوية للموظفين لتبقي الهجمات خارج المؤسسة."

ومن ناحيته، قدّم مدير قسم الأبحاث في بنك إسرائيل، بروفيسور نتان زوسمن، محاضرة في موضوع زيادة المنافسة وقياسها. وأشار البروفيسور زوسمان من بين أمور أخرى، إلى الأسباب المختلفة لانعدام وجود منافسة متقدمة في الأسواق المالية؛ فالمنافسة المتقدمة تتطلب وجود معلومات كاملة بحوزة جميع اللاعبين في الساحة، وعدم وجود أفضليّة للحجم أو للتأثيرات الخارجي، ووجود عدد كبير من اللاعبين، وعدم وجود مشكلة الوكيل، وإمكانية التعاقد لمرة واحدة وغير متواصلة مع الزبون. وأشار زوسمان إلى مجموعة من الإصلاحات والخطوات التي اتخذت في السوق الإسرائيلي خلال السنوات الأخيرة، والتي عالجت العديد من المشاكل التي ذكرت أعلاه. وناقش زوسمان مسألة ماذا سيحدث لأسعار الائتمان بعد الفصل بين شركات بطاقات الائتمان – ويظهر من التحليل الذي قدّمه أن الأمر ليس واضحًا، لأن هناك جهات مختلفة تؤثر باتجاهات متعاكسة منها: الفائدة على الموارد، رسوم المخاطر، تكلفة التشغيل والمجال التنافسي. وللتلخيص، فالسوق المالي معقد وقياس المنافسة فيه ليس بالأمر السهل. الخطوة الأولى هي تجاوز المعيقات المختلفة ويوجد الكثير منها. من ثمّ، تطبيق إصلاحات حذرة يمكن أن تؤدي لزيادة الفعالية في السوق المالي وتوفير تجديدات اكبر للزبائن لزيادة الراحة وتوسيع تشكيلة المنتجات والخدمات وغيرها. لذا يمكن الافتراض بأن عملية زيادة المنافسة قد تحتاج لعدة سنوات، ولذلك ونظرًا لتعقيد الإصلاحات والأسواق المالية، يجدر فحص نجاحها باستخدام معايير عديدة ومتنوعة ولفترة زمنية طويلة.


المسؤولة عن سوق المال والتأمين والادخار، السيدة دوريت سلينجر، قدمت بدورها محاضرة حول موضوع الرقابة على الجهات غير المصرفيّة في حقبة ما بعد قانون "بريس" وزيادة المنافسة.
وفي مواضيع التكنولوجيا ألقيت محاضرات من قبل نائب رئيس أمازون، السيد فرانك فالون، الذي تحدث عن استخدام سحابة المعلومات للسماح بإجراء التغييرات في الجهاز المصرفي. ورئيس قسم "لئومي تكنولوجيا" في بنك لئومي، السيد دان يروشالمي، الذي تحدّث حول موضوع "إمكانيات تبني تقنيات التشويش وسحابة المعلومات والموبايل"، ومدير بنك ياهف، السيد شاؤول غلبرد، الذي تطرق إلى التحديات التي يشملها تبديل لب المنظومة المصرفيّة وطرق التعامل معها، ورئيس السلطة الوطنية لحماية السايبر، السيد بوكي كرميلي، الذي تحدث عن الامكانيّات التنظيميّة التي تعكس أهمية حماية فضاء السايبر إلى جانب الاعتراف بحقوق الجهات التي تتم مراقبتها والجهاز الاقتصادي ككل. 

​​